
مصر والرافال – شراكة عسكرية أنقذت الصناعة الفرنسية
في السابع من أبريل 2025، وخلال المؤتمر الصحفي المشترك بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، سلط الأخير الضوء على عمق العلاقات الثنائية، خصوصًا في المجال العسكري. وأكد ماكرون قائلًا: “كنتم أول من وثق بالرافال الفرنسية، ودول كثيرة تبعتكم في ذلك”.
جدول المحتويات
- مقدمة عن صفقة الرافال
- أثر الصفقة على الصناعة الفرنسية
- سياسة الدفاع الفرنسية ورافال
- التأثير المالي على شركة داسو
- الأثر الإقليمي لامتلاك مصر للرافال
- الأسئلة الشائعة
- الخاتمة
مقدمة عن صفقة الرافال
تُعد صفقة مقاتلات رافال بين مصر وفرنسا واحدة من أهم صفقات السلاح في القرن الحادي والعشرين. ففي عام 2015، وقّعت مصر عقدًا مع شركة داسو للطيران الفرنسية لشراء 24 طائرة مقاتلة، بقيمة بلغت نحو 5.2 مليار يورو، شملت أيضًا صواريخ وفرقاطة بحرية.
كانت مصر الدولة الأولى التي تشتري الرافال خارج فرنسا، مما منح البرنامج دفعة قوية بعد سنوات من الركود. تبع هذه الصفقة عدة عقود مع دول أخرى مثل قطر، الهند، الإمارات، واليونان.
أثر الصفقة على الصناعة الفرنسية
- أنقذت صفقة مصر خط إنتاج الرافال من التوقف، الذي كان مهددًا بسبب قلة الطلب المحلي في فرنسا.
- ساهمت في تحسين السمعة التسويقية للطائرة وجعلتها أكثر جاذبية للدول الأخرى.
- خففت الأعباء المالية عن الجيش الفرنسي، الذي لم يكن قادرًا على شراء العدد الكافي من المقاتلات.
شهادة المسؤولين الفرنسيين
صرّح لوران كوليه بيون، المسؤول عن التسليح في الجيش الفرنسي، بأن عقود التصدير، وعلى رأسها صفقة مصر، مكّنت فرنسا من تفادي عبء مالي يُقدر بـ4 مليارات يورو، وهو ما ساعد على ضمان استمرارية قانون البرمجة العسكرية الفرنسي.
سياسة الدفاع الفرنسية ورافال
تخضع السياسة الدفاعية في فرنسا لما يُعرف بـ”قانون البرمجة العسكرية”، وهو تشريع يُحدث كل 5 إلى 6 سنوات ويحدد الخطوط العريضة لميزانية الدفاع، وخطط التسليح، والاستراتيجية الدفاعية. في نسخة القانون لعام 2013، كان الجيش الفرنسي يخطط لشراء 26 طائرة فقط من طراز رافال حتى عام 2019.
لكن شركة “داسو للطيران” كانت بحاجة إلى إنتاج 66 طائرة على الأقل لضمان استمرارية خط الإنتاج. ومع فشل فرنسا في تسويق الطائرة منذ دخولها الخدمة في 2000، بات الجيش مضطرًا لتحمّل تكلفة زائدة بشراء العدد الكامل إذا لم يتم التصدير.
- في حال فشل التصدير، كانت ستقع على الجيش الفرنسي مسؤولية تمويل 40 طائرة إضافية.
- كان هذا سيشكل عبئًا ماليًا ضخمًا على الموازنة الدفاعية الفرنسية.
- بفضل صفقة مصر، تمكنت فرنسا من تفادي هذا السيناريو.
التأثير المالي على شركة داسو
عانت شركة داسو من تراجع كبير في أرباحها خلال الأعوام التي سبقت الصفقة:
- 2013: بلغت الأرباح 360.3 مليون يورو (تراجع 28.2%).
- 2014: الأرباح 282.9 مليون يورو (تراجع 21.4%).
- 2015: الأرباح 141.4 مليون يورو (تراجع 50%).
لكن مع توقيع صفقة مصر في 2015، شهدت الشركة تحوّلاً كبيرًا:
- 2016: أرباح 379 مليون يورو (ارتفاع 168%).
- 2017: أرباح 630 مليون يورو (زيادة 66.2%).
- متوسط أرباح 2016-2020: 520 مليون يورو سنويًا.
وقد شملت الصفقة المصرية الأولى 24 طائرة، بينما جاءت الصفقة الثانية في عام 2021، لتضيف 31 طائرة إضافية بقيمة 3.75 مليار يورو، ما عزز ربحية “داسو” وأعاد الثقة في صناعة الطائرات الفرنسية.
الأرقام لا تكذب
وفقًا لتقارير تحليلية، تضاعفت الطلبات العسكرية في 2015 لتصل إلى 8.3 مليار يورو، مقارنة بـ693 مليون يورو فقط في 2014، والفضل يعود لصفقتي مصر وقطر.
الأثر الإقليمي والاستراتيجي
لم تقتصر أهمية الصفقة على البعد المالي أو الصناعي فقط، بل حملت أبعادًا استراتيجية هامة:
- عززت من مكانة مصر كقوة جوية إقليمية متقدمة.
- خلقت توازنًا في ميزان القوى في الشرق الأوسط، خصوصًا في ظل التوترات الإقليمية.
- سمحت لمصر بتنويع مصادر تسليحها، وعدم الاعتماد على مورد واحد.
- قدّمت لمصر ميزة التفوق النوعي على خصومها المحتملين.
وبحسب تقرير نشره مركز كارنيغي، فإن الرافال ساعدت الجيش المصري في تنفيذ عمليات هجومية دقيقة، وزادت من قدرة مصر على الردع.
الأسئلة الشائعة حول صفقة مصر والرافال
1. ما هي طائرات الرافال؟
الرافال هي طائرة مقاتلة فرنسية متعددة المهام تصنعها شركة داسو للطيران. تم تطويرها لتلائم احتياجات سلاح الجو والبحرية الفرنسية، وتُستخدم في مهام الاعتراض، والهجوم الأرضي، والاستطلاع، والحرب الإلكترونية.
2. لماذا تعتبر صفقة مصر مهمة لهذه الدرجة؟
لأنها كانت أول صفقة تصدير للرافال، وجاءت في وقت كانت الصناعة الفرنسية تمر فيه بأزمة حقيقية، وكانت الصفقة بمثابة “نقطة إنقاذ” لمصير خط الإنتاج.
3. ما عدد الطائرات التي حصلت عليها مصر؟
وقعت مصر عقدين: الأول عام 2015 للحصول على 24 طائرة، والثاني عام 2021 للحصول على 31 طائرة إضافية، ليصبح المجموع 55 طائرة.
4. هل أثرت الصفقة على سمعة الرافال عالميًا؟
بكل تأكيد، حيث فتحت باب التصدير لدول مثل قطر والهند والإمارات، وساهمت في تحسين صورة الطائرة في السوق الدولية.
5. هل للصفقة أبعاد سياسية؟
نعم، فهي تعبر عن عمق العلاقات بين مصر وفرنسا، وتعكس توافقًا استراتيجيًا في ملفات الدفاع ومكافحة الإرهاب، وتوازن القوى الإقليمي.
الخاتمة
لم تكن صفقة الرافال بين مصر وفرنسا مجرد تبادل سلاح تقليدي، بل مثلت تحوّلًا كبيرًا في صناعات الدفاع الأوروبية، وأثبتت أن الثقة السياسية يمكن أن تُترجم إلى نجاح اقتصادي وعسكري باهر.
لقد أنقذت “الثقة المصرية” صناعة الرافال، ورفعت أرباح شركة “داسو” إلى مستويات غير مسبوقة، وجعلت من القاهرة شريكًا استراتيجيًا لا غنى عنه في السياسات الدفاعية الفرنسية، في حين عززت مصر من مكانتها كقوة عسكرية يُحسب لها حساب في المنطقة.
صفقة الرافال هي قصة ثقة، ونجاح، وتحالف استراتيجي بين دولتين يجمعهما الحاضر والمستقبل.
المصادر:
اكتشاف المزيد من اخبار اليوم
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.